البناإمام الجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهالي غزة يستقبلون رمضان بتهاني ساخرة من سلطة عباس

اذهب الى الأسفل

أهالي غزة يستقبلون رمضان بتهاني ساخرة من سلطة عباس Empty أهالي غزة يستقبلون رمضان بتهاني ساخرة من سلطة عباس

مُساهمة  محمد غريب البراوى السبت 15 سبتمبر 2007, 12:02 pm

أسواق غزة تعاني كسادًا بسبب الحصار والأوضاع المعيشية المتردية
- سكان القطاع: قلة السلع الغذائية تهون مقابل الأمن والكرامة
- التكافل يفرض نفسه على الجميع والاكتفاء الذاتي تحدٍّ للاحتلال


كتبت- إيمان يس

"أمريكا تعاقب غزة بصوم رمضان 60 يومًا وتخففه عن الضفة ليصبح 10 أيام"..."، "مرسوم رئاسي.. كل عام وأنتم بخير.. صوم رمضان من بعد صلاة المغرب حتى أذان الفجر.. ومَن يخالف ذلك سيقطع راتبه"، "سأل أحدهم المفتي ياسر عدو ربه: أفتنا فيمَن صام رمضان مضطرًا..


أجاب: أخي الكريم لا بد أنك مخالفٌ للشرعية وينبغي قطع راتبك مع صيام 22 يومًا للقضاء بعد رمضان"، "النائبة جرار ترفض مرسوم عباس بتحويل صيام رمضان بدءًا من المغرب حتى الفجر، وتهدد بالاستقالة في حال وقف راتب المعارضين".


بهذه "الرسائل القصيرة" وغيرها تبادلت جوالات غزة التهنئة بقدوم رمضان!! فليس الحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر وانقطاع الرواتب هو فقط ما يعاني منه أهالي غزة، بل قد تكون التفرقة بين أبناء الوطن الواحد- المتمثلة في المحاولات المستمرة لفصل غزة عن الضفة، هو ما حرم المواطنين- من كلا الطرفين- الشعور ببهجة رمضان، مما دفع هناء عبد الرحمن أن تقول: كنت أخشى ما أخشاه أن يختلف استطلاع الهلال في غزة عنه في الضفة، فنصوم ويفطر أهلنا أو نفطر ويصوموا!!


وعن الأسواق في غزة قالت بسمة الرميحي: لم يعد هناك فرقٌ كبيرٌ بين مَن تصرف رواتبهم ومَن لا تصرف، فالأسواق تكاد تخلو من "السلع الرمضانية"، بينما عارضتها هناء مؤكدةً أن السلع متوفرة، صحيح أنها بشكلٍ أقل من الأعوام الماضية لكن المشكلة الأكبر في زيادة الأسعار، مع تخفيض الرواتب.


وتقول هداية عبد المجيد: إن الزيادة الكبيرة في الأسعار شملت السلع المستوردة فقط بسبب إغلاق معبر رفح بشكلٍ تام وفتح باقي المعابر بشكلٍ جزئي، أما السلع المصنعة محليًّا فلا زيادةَ في الأسعار عليها.


وأضافت: الزيادة الجنونية في الأسعار في الضفة وليست في غزة، موضحةً أن المشكلة في أن السلع المستوردة هي السلع الأساسية في أسواق غزة، فلا وجودَ لصناعةٍ حقيقيةٍ في ظل الاحتلال، وأضافت أن الملابس تكاد تختفي من المحلات التجارية، وكذلك السلع الرمضانية الواردة من مصر مثل "قمر الدين" الذي يعتبر المشروب الأساسي في غزة على مائدة السحور، أما الكنافة والقطايف فهي متوفرة وبأسعار مقبولة لأنها صناعة يدوية محلية، لكن ارتفع سعرها قليلاً لأن الخامات الأولية لهذه الصناعة ليست متوفرة بشكلٍ كافٍ، وتابعت: أهم السلع التي تكاد تختفي من الأسواق هي السمن والزيت بنوعيه (القلي والزيتون)، وكذلك المعلبات، وخاصة السردين.


وهذا ما أكدته الحاجة أم أيمن، التي قالت إنها لم تجد في السوق أية فاكهة سوى العنب واشترت الكيلو بما يعادل 7 جنيهاتٍ مصرية، بينما وصل سعر أسطوانة الغاز الطبيعي إلى 60 جنيهًا، وتابعت: بالطبع لن أستطيع شراء "قمر الدين" ولا حتى التمر الذي وصل سعره إلى 15 جنيهًا للكيلو، لكني سوف استبدلهما بالخروب والعرقسوس، أو أي مشروب آخر متوفر.


وعن قدرة القوة التنفيذية على التصدي للغلاء في الأسعار كما وعدت، قالت بسمة العادلي: لا ننكر جهودهم، لكن كما تعلمين لا يستطيعون تطبيق القوانين بصرامة، فالوضع لا يسمح، لكنهم استطاعوا أن يتحكموا في أسعار السلع الأساسية مثل الطحين؛ حيث ما زال معظم أهل غزة يعتمدون على الخبز في البيوت.

المساجد

وإن كانت مظاهر البهجة قد اختفت من أسواق غزة، إلا أن مساجد غزة استحوذت على المظاهر، خاصةً في ظل حكومة حماس، هذا ما قالته أم أيمن، وأضافت: تميز رمضان السابق بأنشطة دينية وثقافية وأعمال خيرية في ظل حكومتنا الرشيدة.


وتؤكد هداية- وهي داعية بأحد مساجد غزة- أنه تم الانتهاء من إعداد خطة رمضان، فهناك جدول للمحاضرات والدروس، وكذلك مسابقات تحفيظ القرآن والمسابقات الثقافية التي تلاقي إقبالاً كبيرًا، وكذلك لوحات الحائط التي تغنينا عن الملصقات لأن هذه الأخيرة مكلفة، مؤكدةً أن المساجد معدة بشكلٍ جيد لاستقبال ضيوف الرحمن في رمضان.

سلة رمضان وموائد الرحمن


هنية خلال جولة تفقدية بأحد أسواق غزة

وعن الأنشطة الخيرية و"سلة رمضان" كما يسمونها في غزة، قالت هناء (تعمل في إحدى المؤسسات الخيرية): نقصت محتويات السلة كثيرًا، كما تقلَّصت أعدادها بشكلٍ واضح، حيث اختفت من بين كل مائة سلة 40 وبقيت 60 وهنا تواجهنا مشكلة كبيرة فقد تزامن هذا النقص مع زيادة عدد المحتاجين، وكلا المشكلتين سببهما خفض الرواتب.


وتابعت: أما عن محتويات السلة فقد اختفى الحليب تمامًا، بينما نقصت أعداد زجاجات الزيت بشكلٍ ملحوظ، مؤكدةً أن نقص أعداد السلال إلى نقص التبرعات هذا العام عن الأعوام السابقة، رغم أن التبرعات ليست جميعها داخلية، إلا أن الحصار منع حتى وصول تبرعات من أبنائنا العاملين في الخارج، أما عن المحتويات التي اختفت فالسبب يرجع بشكلٍ رئيسي إلى غياب هذه السلع من أسواق غزة أصلاً، فالحليب يكاد ينعدم لأنه من السلع المستوردة، ورغم سماح الاحتلال بدخول المواد الغذائية بشكلٍ عام، إلا أني لا أعرف ما مشكلتهم مع الحليب على وجهِ الخصوص، كما نواجه نقصًا شديدًا ملحوظًا في زجاجات زيت الزيتون بسبب تجريف اليهود للأراضي الزراعية، ورغم نقص محتويات السلة بشكلٍ عام إلى الثلثين تقريبًا إلا أن سعرها ارتفع، فقد كانت في العام الماضي تكلفنا 100 جنيه، بينما كلفتنا هذا العام حوالي 150 جنيهًا.


أما منال عبد اللاه فقالت: وصلتني سلة من إحدى الجمعيات الخيرية، فلم أجد بها سوى زجاجة زيت واحدة، في العام الماضي وصلتني 4 زجاجات، كما احتوت السلة على معلبات لحوم، وحلاوة، ومربى، وسكر، وعدس، لكن بكمياتٍ أقل، كما أنني قارنتها بسلة جارتي التي أخذتها من وكالة غوث، فوجدت سلتي أقل كثيرًا، فالأخرى بها جوال طحين (دقيق) أي حوالي 50 كيلو، وهذا وحده يعادل ثمن سلتي بل يفوقه، وبها أيضًا معلبات فول وحمص.


وأضافت: أظن أن السبب في ذلك عدم تأثر وكالة غوث بالأوضاع الاقتصادية في غزة، لكن سلة وكالة غوث لا يأخذها إلا اللاجئون الذين هاجروا إلى غزة عام 48.


ولم يصبح هذا مصير سلة رمضان فقط، بل امتدت الأزمة لتشمل موائد الرحمن أيضًا، والتي أكد الجميع على شبه اختفائها، وإن وُجدت فإنها قد تحمل صنفًا واحدًا من الطعام في الأغلب!!، وأضافت مها: إذا كان هذا حال مائدة الإفطار في كثيرٍ من البيوت- أن تقدم صنفًا واحدًا فقط من الطعام-، فمن الطبيعي أن تصبح موائد الرحمن بهذا الحال.

فرحة الصغار


أسعار الفوانيس ارتفعت بشكل كبير في غزة

أما عن فرحة الصغار باستقبال رمضان فتروي مها (مدرسة) قائلةً: في مثل هذا الوقت كنا نجد الفوانيس بجميع الأحجام والأشكال، والأسعار أيضًا، ولا يوجد طفلٌ في غزة لا يحمل فانوسًا، أما في هذا العام وبعد أن قفز سعر الفانوس من 10 جنيهات إلى 30 جنيهًا، فقد اضطررت أن أعطي طالباتي في المدرسة نقودًا تكفيهن لشراء فانوس واحد لطالبات الفصل كله، حتى لا يحرمن من بهجة الشراء، وبذلك أكون قد استطعت أن أساهم في حل مشكلة 50 طالبةً.


وترجع أهمية الفانوس بالنسبة لأطفال غزة إلى أنه المظهر الوحيد للبهجة لديهم، في ظل عدم قدرتهم على اللعب أمام المنازل أو تزيين الشارع؛ نظرًا لتوقعات القصف المستمر، وكذلك لعدم توفر الكهرباء اللازمة لتزيين المنزل والشوارع خاصة مع الأوضاع الراهنة.


شهر الانتصارات

ومما تميَّز به أيضًا رمضان غزة عن غيرها من البلاد، التسابق إلى الشهادة في رمضان، فهذه أم أيمن تدفع بأبنائها ليزيدوا من مدة رباطهم قائلةً: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)﴾ ( آل عمران)، ويحثهم على ذلك أيضًا عبارات التهنئة التي يقرأونها في الشوارع فوق اللافتات، "كل عام وأنتم بخير... رمضان شهر الانتصارات"، وقد يضاف إليها آية قرآنية أو حديث شريف، لكن أم أيمن أكدت أن اليهود لا يتعمدون استفزازهم في هذا الشهر، كما لا يرقبون فيهم إلاًّ ولا ذمة، فالقصف متوقع، وقد يصاحب مدفع الأفطار قذائف الاغتيال وتتحول مائدة الأفطار إلى عرس أحد الشهداء هنا أو هناك.

كرامة وأمان

وعن الأوضاع الأمنية، قالت بسمة: رغم كل ما نعانيه إلا أن نعمة الأمن لا تعادلها نعمة، وغزة الآن تنعم بأمن لم تشهده منذ عام 48، وعلى نفس المعنى أكدت مها قائلةً: نفطر على زعتر ولا نفرط في ذرة تراب من أرضنا وكرامتنا.


وأكد الجميع أنه حتى الآن لم تظهر على الساحة أي محاولاتٍ لتسييس رمضان، كما حدث من قبل في خطبة الجمعة، لكنهم لا يستبعدون ذلك، بل ويخشونه

محمد غريب البراوى
Admin

المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 15/09/2007
العمر : 36
الموقع : www.sm.albanna.com

http://www.sm.albanna.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى