البناإمام الجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رمضان في البرازيل.. التزام وإفطار جماعي

اذهب الى الأسفل

رمضان في البرازيل.. التزام وإفطار جماعي Empty رمضان في البرازيل.. التزام وإفطار جماعي

مُساهمة  محمد غريب البراوى السبت 15 سبتمبر 2007, 5:00 am

بقلم: سمير حسين

يعود الفضل في دخول الإسلام إلى البرازيل إلى المهاجرين العرب والمسلمين الذين هاجروا من البلاد العربية، وبخاصة بلاد الشام إلى أمريكا اللاتينية والشمالية في أواخر القرن الـتاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، لكنَّ الإسلام كان موجودًا قبل ذلك في هذه البلاد، وإن كانت هذه الفترة التاريخية بين القرنين الـ(19) والـ(20) هي التي تعتبر بدايةَ إقامة المجتمع الإسلامي في البرازيل.

والبرازيل إحدى دول قارةِ أمريكا الجنوبية، وتبلغ مساحتها 8 ملايين و548 ألف كيلو متر مربع تقريبًا، أي تعادل مساحة مصر 8 مرات ونصف، ويعيش فيها 170 مليون نسمة وفق إحصاء سنة 2000، ونسبة المسلمين هناك 5,1% وعددهم حوالي 5,2 مليون نسمة تقريبًا، وتشير الدراسات إلى أن عددًا من البحارة الذين شاركوا في اكتشاف العالم الجديد كانوا من المسلمين من الممالك الأندلسية، وكان بعض مسلمي الأندلس قد هاجر سرًّا إلى البرازيل فرارًا من اضطهاد محاكم التفتيش في أسبانيا بعد هزيمة المسلمين فيها.

كما تؤكد الوثائق التاريخية أن أكثر المنحدرين من أصول أفريقية، والذين يمثلون 31% من السكان من جذور إسلامية، ومع هذا التواجد القديم للمسلمين في البرازيل إلا أن أول مسجد هناك تم افتتاحه في عام 1960، ثم تزايدت المساجد خاصة في ساوباولو حيث يتركز نحو 700 ألف مسلم.

مؤسسات إسلامية

وبالإضافة إلى المساجد يوجد في البرازيل أكثر من 50 مؤسسةً إسلاميةً عاملةً تهتم بإدارة شئون الجالية المسلمة وتجمعهم في الصلاة والمناسبات الإسلامية كرمضان والأعياد وحتى الأفراح، وعلى سبيل المثال يقوم مركز الدعوة الإسلامية الذي تأسس عام 1987م، بالعديد من الأنشطة الشبابية ويقيم معسكرات لطلاب الجامعة، ويوجد به قسم خاص للمسلمين الجدد، بالإضافة إلى أنه يتولى دعوة أهل البرازيل إلى الإسلام، وقام بترجمة العديد من الكتب إلى اللغة الإسبانية والإنجليزية والبرتغالية وهي اللغات السائدة في البرازيل.

كيان كبير وقوي

ورغم أن أغلب البرازيليين يعتنقون المسيحية الكاثوليكية، ورغم أن المسلمين هناك بعيدون عن المجتمعاتِ الإسلامية الرئيسة، سواءٌ تلك التي تحيا في بلادٍ إسلامية، أو تلك التي تعيش في دولٍ غير إسلامية، ولكنهم نجحوا في تثبيت أنفسهم داخل المجتمع الذي يعيشون فيه، وأوجدوا لأنفسهم كيانًا كبيرًا وقويًّا يرتبط بالشعوب الإسلامية الأخرى، وبالتالي يحرص المسلمون في البرازيل على استقبالِ شهر رمضان؛ باعتبارهِ وسيلةً لتأكيد الهوية الإسلامية، ورمضان هناك يُعتبر من المناسبات عظيمة الشان لدى المسلمين؛ حيث ينتظرونه من أجل تأكيد انتمائهم الديني، شأنهم في ذلك شأن جميع المسلمين الذين يعيشون في بلاد المهاجر غير الإسلامية، ويعلنون قدوم الشهر وفق تقويم مكة المكرمة، إلا أن البعض قد يختار بلدًا آخر فيصوم على أساس إعلانها، وتعلن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنِّئين المسلمين.

اختلاف العادات

وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا يرتدينه قبل الشهر الكريم، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر؛ تأثرًا بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها فيه.

ومن المبشرات أنه عندما ظهر قرار منع الحجاب في فرنسا قامت قناة تلفزيونية بعمل استطلاع رأي ووضعت سؤالاً واحدًا، هو: "هل ترى أن قرار منع الحجاب في المدارس الفرنسية عادل أم غير عادل..؟! وهل توافق على هذا القرار أم لا..؟" كانت النتيجة مفاجئةً، حيث اعتبرت الأغلبية الساحقة القرار عنصريًّا وظالمًا، ورفضه 91% من الشعب البرازيلي.


موائد الرحمن منتشرة في البرازيل

ومن عادات المسلمين قبل الإفطار التزاحم أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل، ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وهناك ميزة في مسألة الإفطار في البرازيل؛ حيث تعتبر برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في رمضان، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، ويقوم أغنياء المسلمين هناك بتقديم موائد إفطار يجتمع عليها المسلمون جميعًا.

وتهتم المؤسسات الإسلامية العربية وبخاصة الخليجية في إقامةِ مثل هذه الولائم، أيضًا يهتم القائمون على المراكز الإسلامية البرازيلية بإقامتها من أجل التعريف بالإسلام، ولهذه الوجبات أثرٌ سياسي إيجابي على المسلمين في البرازيل؛ حيث تُظهرهم كتلةً واحدةً مما يدفع الساسة لخطب ودهم لثقلهم السياسي.

صلاة التراويح

بعد الإفطار يتوجه الرجال والصبية وبعض النساء لأداء صلاة المغرب، وقد يتناول البعض الإفطار في المسجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداء صلاة التراويح؛ باعتبارها المنسكَ البارزَ في شهر رمضان، ومن أبرز المساجد في البرازيل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو، ومسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل؛ حيث تنتشر المراكز الإسلامية مثل مكتب "هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية" ومكتب "الندوة العالمية للشباب الإسلامي".

وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم وتعليمه لأبنائهم؛ حرصًا على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية، كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.

مشكلات على الطريق

ورغم ذلك إلا أن هناك بعض المشكلات التي قد تعوق أداء المسلمين لشعائرهم، وفي مقدمتها عدم رفع الأذان من المساجد، كما أن هناك مشكلةَ اللغة والتي تعوق تعلم المسلمين الجدد- سواء من المواليد الجدد للمسلمين أو للوافدين- حديثًا عن الإسلام؛ حيث لا يجيد هؤلاء اللغة العربية، وهو ما يحاول المسلمون هناك التغلب عليه بتحضير الأشرطة الدينية باللغتين العربية والبرتغالية التي تعتبر اللغة الرسمية في البرازيل، كما يهتمون بمشاهدة البرامج الدينية على القنوات العربية التي يصل بثُّها إلى البرازيل، كما أن ضعف الانتماء الديني لدى بعض المسلمين البرازيليين يعتبر مشكلةً؛ حيث يتم استقطابهم لبعض الجماعات السياسية التي تكون في الغالب مضادةً للتوجهات الإسلامية.

ومن التحديات التي تواجه المسلمين- أيضًا- قلة الموارد، وعجز المسلمين عن تدبير نفقات الدعوة، وعدم توافر المدارس، فالجمعيات الإسلامية ليس لديها أوقاف ولا أي مصدر لتغطية النفقات المتزايدة، في حين أن الموارد المتاحة تتناقص، ومن أهم المشكلات ذوبان أبناء المسلمين في المجتمع البرازيلي، ولا سيما أن الجيل الموجود الآن لا ينطق العربية، والدعاة الذين يأتون إلى البرازيل لا يعرفون اللغة البرتغالية، وبالتالي يصعب عليهم التفاهم مع الشباب المسلم ولا يحققون أي نتيجة.

ومن المشكلات التي تواجه المسلمين أيضًا في البرازيل زواج المسلمات من النصارى، والتي أصبحت ظاهرةً ملموسةً، بسبب قلة الوعي وعدم التنسيق بين أفراد الجالية المسلمة في البرازيل.

محمد غريب البراوى
Admin

المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 15/09/2007
العمر : 36
الموقع : www.sm.albanna.com

http://www.sm.albanna.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى