البناإمام الجيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رمضان في السويد.. اهتمام رسمي وشعبي

اذهب الى الأسفل

رمضان في السويد.. اهتمام رسمي وشعبي Empty رمضان في السويد.. اهتمام رسمي وشعبي

مُساهمة  محمد غريب البراوى السبت 15 سبتمبر 2007, 5:00 am

مسلمات بالسويد على مائدة الإفطار

بقلم: سمير حسين

يبلغ تعداد المسلمين بالسويد نحو 600 ألف مسلم، من إجمالي 9.6 ملايين نسمة، حسب آخر إحصاء رسمي في عام 2006م، ويوجد في السويد مسجدان: أحداهما في (ستوكهولم العاصمة)، وهو المسجد الرسمي أو الرئيس، أما المسجد الثاني فقد بدأ العمل به في عام 1980م، وافتتح للصلاة في عام 1984م، ويوجد في مدينة (بالمو) على حدود الدانمارك، وهو مسجد كبير له قبة وجناحان، وعلى شكل مربع، والآن يوجد مساجد في كل مدن السويد، كما يوجد عدد من المصليات والجمعيات في مختلف المدن السويدية.

ففي العاصمة استوكهلم 45 جمعيةً، وفي مدينة مالمو 15 جمعيةً، ووصل عدد الجمعيات الإسلامية إجمالاً إلى 160 جمعيةً منها 60 جمعيةً للشباب و12 جمعيةً للنساء، ووظيفة هذه الجمعيات الحفاظ على هوية المسلمين، وإقامة الشعائر وإحياء المناسبات الإسلامية مثل الجمعة والأعياد، وإعلان الشعائر الدينية، وتعليم أطفال المسلمين اللغة العربية، وتحفيظ القرآن الكريم.

وعلى الرغم من حداثة عهد المسلمين في السويد مقارنةً ببعض الدول الغربية التي هاجر إليها العرب والمسلمون قبل مائة عام كفرنسا مثلاً، فإن الإسلام أصبح الديانة الثانية في السويد بعد المسيحية.

وتقرّ القوانين السويدية بأحقيَّة أداء المسلمين لكل مناسكهم وشعائرهم بحرية، بل إن الحكومة السويدية تقدم دعمًا بملايين الكرونات للمجلس الإسلامي، وهو هيئة إسلامية تضم عشرات الجمعيات الإسلامية، وللمسلمين في السويد مساجد في كل المحافظات، بدءًا من العاصمة أستكهولم، مرورًا بمالمو في جنوب السويد، إلى أوبسالا ويوتوبوري وهي من المدن الكبرى الآهلة بالسكان.

فقد أصبح بإمكان الإنسان المسلم في السويد أن يمارس كافة فرائضه وواجباته الدينية دون أن يتعارض ذلك مع كونه من أصل سويدي أو يحمل الجنسية السويدية أو يقيم على الأراضي السويدية، كما تقدم وزارة التربية والتعليم دعمًا ماليًّا كبيرًا للمدارس العربية والإسلامية ولا تخلو مدينة سويدية من مدرسة عربية إسلامية أو من حضانة إسلامية، ومن جهة أخرى فإن أبناء العرب والمسلمين الذين يدرسون في المدارس السويدية تقدم لهم وجبات طعام إسلامية حفاظًا على معتقداتهم، كما يُعطَى أبناءُ المسلمين دروسًا في اللغة العربية حتى يحافظوا على اللغة الأم.

فالقانون في السويد يحمي الحرية العقائدية ولكل ديانة أو مذهب الحق في ممارسة الطقوس والشعائر، ويحق للمسلم أن يلجأ إلى المحاكم إذا شعر بأن هناك استهدافًا لدينه وعقيدته على صعيد البرامج الإعلامية والثقافية وغيرها.

بداية شهر رمضان

تعلن الجمعيات الإسلامية في السويد عن بداية شهر رمضان وتوزع مواقيت الإمساك والإفطار، وتعلن عن فتح المساجد لأداء صلاة التراويح، أما وسائل الإعلام السويدية فهي تشير إلى بداية شهر رمضان عند المسلمين، وخصوصًا القناة الأولى السويدية التي تعوَّدت أيضًا على نقل صلاة عيد الفطر لدى انقضاء شهر رمضان.

وتتفنَّن المحلات العربية والفارسية والتركية وغيرها في بيع ما تعوَّد عليه المسلمون في بلادهم من مواد غذائية وحلويات وكل ما له صلة بالعادات والتقاليد في شهر رمضان، وإذا كان الكهول وكبار السن من المسلمين على دراية تامة بأهمية شهر رمضان فإن المشكلة في الأجيال العربية والإسلامية التي ولدت في السويد، والتي انفصلت بشكل كامل عن المناخ والنسيج الثقافي الإسلامي، واندمجت كليةً في المجتمع السويدي، حتى إنها فقدت اللغة والعادات والتقاليد، وهذه الفئة من الناس لا تعرف من شهر رمضان غير أنه إمساك اضطراري عن الطعام.

أسهل في الشتاء

وإذا تصادف وحلّ شهر رمضان في فصل الشتاء فإنه يكون يسيرًا على المسلمين؛ إذ إنهم يخرجون من بيوتهم إلى العمل أو الدراسة ويعودون إلى بيوتهم في الساعة الثالثة ظهرًا، ويكون عندها قد حان وقت الإفطار؛ لأن الظلمة تطل على الناس في الساعة الثالثة بعد الظهيرة مباشرة، وبسبب خروج المرأة للعمل أو الدراسة تبرز مشكلة كيفية إعداد الإفطار وقد يكون المنقذ الوجبات الخفيفة أو إعداد الإفطار ليلاً.

خلافات مذهبية

ويفتقد المسلمون في السويد الرعايةَ والإشرافَ المتقنَ من المؤسسات الإسلامية العاملة في مجال الدعوة كالأزهر أو منظمة المؤتمر الإسلامي؛ حيث تصدَّى لأمر الدين قومٌ لا علاقة لهم بالفكر الإسلامي الحضاري ولا بالفقه الإسلامي في أبعاده الحضارية والإستراتيجية؛ الأمر الذي انعكس سلبًا على الجالية المسلمة وجعلها تتراجع للأسف الشديد، وأما قاصمة الظهر حقًّا فهو الخلاف الشديد بين المدارس الإسلامية الفقهية حول بداية شهر رمضان وما يتفرع عنه من خلافات كبيرة، هذا وناهيك عن غياب التنسيق الفعلي بين مختلف الجمعيات الإسلامية للنهوض بالمسلمين في السويد، وقد أصبح في كل مدينة سويدية تقريبًا مسجدان، واحد لهذه الطائفة المسلمة، والثاني لأخرى؛ الأمر الذي جعل بعض المسئولين السويديين يتساءلون: أليس الإسلام دينًا واحدًا بشرّ به نبي الإسلام محمد- عليه الصلاة والسلام- وفي بداية المطاف احتار هؤلاء السويديون مع من سيتحدثون في قضايا تتعلق بالمسلمين.

والإشكال كما يقول بعض السويديين ليس في الإسلام بل في المسلمين الذين لم يقدموا النموذج الناصع لدينهم فهم- أي المسلمين- وكما يقول بعض المثقفين في السويد بدل أن يعطينا المسلمون محاسن حضارتهم أعطونا مساوئ مجتمعاتهم، وبدل أن يأخذوا منا المحاسن أخذوا منا المساوئ وتلك المفارقة!

صلاة التراويح

يفد المسلمون إلى مسجد ستوكهولم المركزي وبقيَّة المساجد الإسلامية المنتشرة في السويد كمسجد أوبسالا ومسجد مالمو ومسجد جوتنبورج؛ لصلاة العشاء والتراويح، وعادةً ما تسبق صلاة التراويح تقديم موعظة عن فضل شهر الصيام أو شرح آية من آيات القرآن الكريم أو نصيحة للمسلمين في الطرق الأنسب لتربية أبنائهم وبناتهم، ويتم في بعض المساجد قراءة القرآن بشكل جماعي وتلاوة الأدعية الخاصة بشهر رمضان بشكل جماعي أيضًا.

وغير أداء صلاة التراويح فإن العديد من المساجد الإسلامية في السويد تشهد نشاطًا تدريسيًّا في النهار من قبيل تعليم القرآن الكريم لمن لا يعرفه وشرح مبادئ الفقه كفرائض الوضوء والصلاة وأحكام الطهارة والنجاسة وغيرها.

موائد الإفطار قليلة

تقيم بعض الجمعيات الإسلامية والعربية موائد إفطار بين الفينة والأخرى والسبب الذي يحُول دون أن تصبح ظاهرة الإفطار عامة وفي كل الأيام هو مكانة جميع المسلمين ماديًّا، فلا يوجد بين المسلمين في السويد فقير على الإطلاق، وحتى الذي لا يعمل من المسلمين تمنحه مؤسسات الحكومة السويدية بيتًا وراتبًا يكاد يوازي راتب وزير في بعض دول العالم الثالث.

ولا تعترض الحكومة السويدية على موائد الإفطار أو التجمعات التي يدعو إليها المسلمون، بل هي تقدّم كل الدعم والتسهيلات، بما في ذلك الماديَّة حتى يؤدي المسلمون مناسكهم وشعائرهم بحريَّة، وهي تمنح الجمعيات الإسلامية دعمًا ماليًّا سنويًّا.

اهتمام المدارس بصيام التلاميذ

وقبل حلول شهر رمضان بأسبوع واحد تبعث كافة المدارس السويدية باستمارة إلى أولياء التلاميذ المسلمين، وفيها تطلب المدارس من أولياء التلاميذ التوقيع على الاستمارة وإخبار إدارة المدرسة إذا كان أبناؤهم سيصومون هذه السنة أو لا، لتقوم المدرسة بمساعدة الصائمين وعدم تقديم وجبات الطعام إليهم، علمًا بأن الأطفال في السويد يتغذوَّن في مدارسهم، وبالنسبة للعديد من العائلات المسلمة فإنها تكافئ الطفل الصائم بهدايا ومصاريف إضافية له، والطفل الذي هو دون البلوغ يعوّده ذووه على الصوم إلى ما قبل الإفطار بساعتين تمهيدًا للصوم الكامل.

يشار إلى أن أطفال المسلمين الذين يقبلون على الصوم ارتفع عددهم بشكل مدهش وباتوا يصرون على الصيّام، لدرجة أنّ هذه الظاهرة أرخت بظلالها على المدارس السويدية التي أصبحت فقيهة في شئون الصوم؛ نظرًا لما يسمعه مسئولو هذه المدارس السويديون من الأطفال المسلمين عن الصوم، وأصبح على سبيل المثال معلمو التربية الرياضية السويديون يسألون عن حكم الاستحمام أو الانغماس في الماء بالنسبة للصائم؛ باعتبار أنّ الاستحمام ضرورة مدرسية عقب ممارسة الرياضة.

محمد غريب البراوى
Admin

المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 15/09/2007
العمر : 35
الموقع : www.sm.albanna.com

http://www.sm.albanna.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى